بالقدس والضفة.. "خطة إسرائيلية" تزيد الغضب في رمضان
مع اقتراب شهر رمضان، كشفت وسائل إعلام عبرية عن استراتيجية أمنية مشددة قد تطبّقها إسرائيل في الضفة الغربية، خاصة القدس الشرقية، للسيطرة على الأوضاع بقبضة من حديد، منعا لهجمات الفصائل الفلسطينية، بينما يحذّر خبراء من أن هذه الإجراءات ستزيد الهجمات اشتعالا.
ووفق صحيفة “يديعوت أحرنوت”، فإن تل أبيب ستُواجه تحديات أمنية كبيرة خلال شهر رمضان في الضفة والقدس الشرقية، خاصة مع استمرار الحرب في قطاع غزة، منها، حسب ما نشرته في تقرير السبت:
قطاع غزة يقع معظمه حاليا تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، لكن القلق الرئيسي لدى إسرائيل يخص الضفة الغربية والقدس الشرقية.
بالنسبة إلى الضفة، فدائما يصاحب رمضان فيها أزمات أمنية، والمواجهة العسكرية لها لم تكن كافية.
هناك تحدٍّ آخر يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس، خاصة أن حركة حماس استطاعت في السنوات الأخيرة وضع قدم لعملائها هناك، وأصبح رمضان يشهد أعمال شغب واشتباكات داخل هذه الأماكن.
في رمضان قد تمثّل هذه الساحات تحديا أكبر لإسرائيل بسبب أحداث غزة؛ وهو ما قد يعيق التركيز العسكري الإسرائيلي في غزة، ويضر بالاستعدادات لحرب محتملة على الجبهة الشمالية (مع حزب الله قرب الحدود مع لبنان).
خطط إسرائيل للمواجهة
كشف تقرير الصحيفة الإسرائيلية بعض ملامح الخطة الأمنية التي قد تتبعها تل أبيب للتغلب على التحديات المذكورة، ومنها:
يجب على الشرطة الإسرائيلية تعزيز وجودها في المدن المختلطة والمدن العربية بنفس الطريقة التي انتشرت بها بعد هجوم 7 أكتوبر (الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل أكتوبر الماضي).
في الضفة، يجب على الحكومة أن تأمر الجيش الإسرائيلي بتكثيف نشاطه العسكري.
هناك ضرورة للسماح على نطاق أوسع باستخدام العنف ضد كل من يحاول إثارة الشغب، أو القيام بعمليات عسكرية تكتيكة موسعة في وقت واحد في عدة مدن خلال رمضان.
في منطقة جبل الهيكل، يجب على الحكومة أن تقدم للشرطة دعما واسع النطاق لشل قدرة من يحاول مهاجمتهم.
تتطلب القدس الشرقية استراتيجية شاملة، وتعزيز المنطقة بشكل كبير بأفراد من شرطة الحدود والحرس الوطني.
بالإضافة إلى ذلك، يتعيّن على إسرائيل أن تشن عملية واسعة النطاق لمصادرة الأسلحة، وتقوم باعتقالات وقائية في أحياء القدس الشرقية.
قبضة مضرة
يعلق المدير السابق لهيئة الإغاثة الدولية للمناطق الأكثر عرضة للمخاطر الأمنية، أيمن طلعت، لموقع “سكاي نيوز عربية”، على التشديد الأمني الإسرائيلي المتوقع في رمضان، بأن “القبضة الحديدية ستزيد من الأزمات، وتُوقع الكثير من الضحايا”.
ويضرب مثلا بأن فكرة السيطرة على حركة المصلين ومنع مساجد من إقامة الصلاة ستثير المشاكل وتُغضب المسلمين هناك، وفي نفس الوقت، هذه القبضة لن تمنع من يريد القيام بالهجمات، بل ستزيد دوافع المهاجمين.
ويلفت طلعت إلى أن الكثير من المنظمات تحدثت مع إسرائيل، وحذّرتها من اتخاذ إجراءات عقابية في هذا الشهر، وأن الأفضل لها التزام الهدوء في هذه الفترة.
التضييقات بدأت بالفعل
يرصد الصحفي الفلسطيني، نزار جبر، إجراءات مشددة بدأت إسرائيل تطبيقها بالفعل في الضفة والقدس.
ومن ذلك، وفق ما يقول لموقع “سكاي نيوز عربية”:
التضييق الأمني في الضفة والقدس بات كبيرا للغاية، والشرطة دفعت بتعزيزات ضخمة.
الكمائن المؤدية للطرق الرئيسية زادت، والشوارع الرابطة بين المدن والقدس الشرقية أغلقت بشكل كامل.
الدخول للصلاة في المسجد الأقصى بات مستحيلا لمن يقل عمره عن 60 عاما.
هناك تعزيزات عسكرية ضخمة قرب الخليل ومناطق أخرى، والخروج والدخول فيها بحساب الآن.
هناك أيضا تشديدات كبيرة على دخول السلع والمواد الطبية فإسرائيل تحاول خنق أهالي الضفة والقدس من العرب.
الجيش الإسرائيلي بدأ توزيع خطط العمل في شهر رمضان على التجار، والصلاة لن تكون في كل المساجد.
الأسعار أيضا في ارتفاع كبير، والحالة هنا لا تبشّر بخير، والخروج من المنزل أصبح عبئا على الفلسطينيين.
ورسميا، لم تقدّم الحكومة الإسرائيلية سوى القليل من التفاصيل عن خططها قبل شهر رمضان هذا العام، لكنها قالت إنه سيسمح لبعض الفلسطينيين من الضفة الغربية بالصلاة في المسجد الأقصى، وفق ما نقلته وكالات أنباء.
وفي الماضي، اشتبكت القوات الإسرائيلية خلال مداهمتها للحرم القدسي مع الفلسطينيين الذين رشقوها بالحجارة وتحصّنوا في الداخل؛ احتجاجا في الغالب على القيود الإسرائيلية على الوصول.
وأثارت مثل هذه الاشتباكات تصعيدات، منها إطلاق “حماس” للصواريخ، مما أدى إلى اندلاع حرب قصيرة بينها وبين إسرائيل في عام 2021.