هل أوروبا تستعد للحرب من أجل منع روسيا من الانتصار فى أوكرانيا؟.. ماكرون: الحرب ليست خيالا وليست بعيدة..
هل أوروبا تستعد للحرب من أجل منع روسيا من الانتصار فى أوكرانيا؟.. ماكرون: الحرب ليست خيالا وليست بعيدة.. الاتحاد الأوروبى يقدم 5 مليارات يورو أخرى لكييف.. ودول القارة العجوز تسعى لزيادة إنفاقها الدفاعى
تستعد أوروبا للحرب من أجل فوز أوكرانيا ومنع روسيا من الفوز في حربها مع أوكرانيا ، حتى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعد بفعل كل ما هو ضرورع لمنع روسيا من الفوز لأن مثل هذا السيناريو سيكون بمثابة تهديد وجودى لأوروبا.
وأكد الرئيس الفرنسي أنه مستعد لاستخدام كل الوسائل الضرورية حتى لا تنتصر روسيا في الحرب في أوكرانيا ، بما في ذلك إرسال قوات رغم أنه أوضح أنه لن تبادر أبدا إلى مواجهة مباشرة مع موسكو ، كما أكد أن هذا الصراع يمثل تهديدا وجوديا لأوروبا، حسبما قالت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية.
وقال ماكرون: “إذا قررنا أن نكون ضعفاء في مواجهة شخص مثل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الذي ليس له حدود، وإذا قلنا له بسذاجة أننا لن نتجاوز هذا الحد أو ذاك، فلن يكون ذلك سعيا للسلام، بل سيكون افتراضا للهزيمة”، وكانت تصريحات ماكرون في مقابلة تلفزيونية ركزت على الصراع الأوكراني، دعا فيها القوى الغربية إلى الاستعداد لضمان ألا تفوز روسيا بالحرب “أبدا”.
ورغم اعترافه بأنه لا يستبعد إرسال قوات افتراضية دون تفصيل الافتراضات التي قد تجبره على اتخاذ ذلك القرار، إلا أنه أشار إلى أنه “قد يكون هناك سبب لعدم الدقة”، إذ “عشنا لمدة عامين في عالم ظننا أنه مستحيل قد حدث فيه. وأضاف أن الحرب في أوكرانيا تشكل “تهديدا وجوديا لأوروبا ولفرنسا”.
“
روسيا لا تستطيع ولا يجب أن تفوز”
وشدد ماكرون على أن عودة الحرب إلى أوروبا الغربية “ليست خيالا، وهي ليست بعيدة”. كما أصر على أن “السلام لا يعني استسلام أوكرانيا أو بترها”. لذلك “لا تستطيع روسيا ولا ينبغي لها أن تفوز بالحرب”. وشدد “أننا لن نلجأ أبدا إلى الهجوم، ولن نأخذ زمام المبادرة أبدا” لمحاربة روسيا، لكن يجب ألا “نستبعد الخيارات”، لأنه إذا “انتصر بوتين في الحرب”، “فلن يكون لدينا أمن بعد الآن”. في أوروبا و”مصداقية” القارة “ستنخفض إلى الصفر”.
الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار الحرب
وحذر مسؤول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، من أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة فى تحديد مسار الحرب فى أوكرانيا، مطالبًا حلفاء كييف الغربيين بزيادة مساعداتها.
وقال بوريل، إن “الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة”، مضيفاً أنّ العديد من المراقبين يتوقعون هجومًا روسيًا هذا الصيف، وأوكرانيا لا يمكنها أن تنتظر نتيجة الانتخابات الأمريكية المقبلة، مضيفا خلال زيارته إلى واشنطن، أن كل ما يلزم فعله لأوكرانيا يستوجب تنفيذه سريعا، منبهًا إلى العواقب المأساوية إذا ما انتصرت روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
وأشار إلى أن انتصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذه الحرب لن يتوقف عند أوكرانيا، موضحا أنه ستكون لهذا الأمر تداعيات هائلة على الولايات المتّحدة وعلى الأنظمة التحالفية المبنية حول الولايات المتحدة وأوروبا.
5 مليار يورو لأوكرانيا
وبعد أشهر من النقاش، توصل ممثلو الدول السبعة والعشرون إلى اتفاق من حيث المبدأ لضخ المزيد من الأموال إلى الصندوق الأوروبي لدعم السلام وذلك لتمويل شراء الأسلحة لأوكرانيا في عام 2024 واستغرقت المناقشة عدة أشهر وسط خلافات بين فرنسا وألمانيا حول هذا الموضوع.
وأعلن الاتحاد الأوروبي على الشبكة الاجتماعية للاتحاد الأوروبي أن “الاتحاد الأوروبي يظل عازما على تقديم دعم دائم لأوكرانيا، وضمان حصول البلاد على المعدات العسكرية التي تحتاجها للدفاع عن نفسها” من روسيا. وينص الاتفاق على أن الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا، حيثما أمكن ذلك، ستكون من إنتاج أوروبي.
ويعقد زعماء بولندا وألمانيا وفرنسا اجتماعاً طارئاً في برلين، بشأن أوكرانيا، في حين تسعى الدول الأوروبية إلى تسوية خلافاتها بشأن دعم كييف، وقالت برلين، إن هذا الاجتماع “مبادرة مشتركة” لرئيس الوزراء البولندي دونالد توسك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز، بينما قالت بلجيكا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد، إن سفراء دوله الـ27 اتفقوا “مبدئياً” على خطة لدعم إمدادات الأسلحة إلى كييف لعام 2024.
ووفقاً للرئاسة الفرنسية فإن قمة الجمعة، ستشدد مجدداً على “إرادة” القادة الثلاثة “لتقديم دعم ثابت وطويل الأمد لأوكرانيا”. وستتم مناقشة “مساهماتهم” وهو موضوع أثار خلافات بين الأوروبيين في الأسابيع الأخيرة.
وقال دبلوماسيون إنه تم التوصل إلى أن المساعدات الألمانية المباشرة لأوكرانيا، وقد تعهدت برلين تقديم 8 مليارات يورو هذا العام، ستُحتسب كجزء من الدعم الألماني المالي لصندوق المساعدات الأوروبي لكييف.
من جهتها، حصلت فرنسا على ضمانة أن “الأولوية” ستُعطى لصناعة الدفاع الأوروبية عندما تقدم دولة عضو طلباً لشراء أسلحة، ما لم تثبت صعوبة الحصول عليها خلال حدود زمنية معقولة.
الانفاق الدفاعى الأوروبى
وتسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى زيادة إنفاقها الدفاعي، وبات الاتحاد الأوروبي – وهو مشروع من أبرز أهدافه الحفاظ على السلام بين الدول الأعضاء – يركز بشكل كبير على الدفاع، إذ يهدف إلى حماية نفسه من التهديدات الخارجية في الأوقات المضطربة، وفي ظل تخوف من نشوب حرب أخرى في أوروبا.
ويؤكد هذا البرنامج الصناعي، الذي يهدف إلى معالجة نقاط الضعف في الصناعة العسكرية الأوروبية التي أبرزتها الحرب في أوكرانيا، أهمية الإنتاج بشكل أكثر كفاءة وتعاوناً داخل الاتحاد الأوروبى.
فقد أبرزت الحرب أوجه القصور في مجالات عدة في الصناعة العسكرية الأوروبية، أبرزها عدم قدرة المصانع على تأمين الطلب المتزايد على المنتجات العسكرية، والانخفاض الخطير في المخزونات، وهو ما سلّط الضوء على نقاط الضعف في الدفاع الأوروبي، وهو إرث يُطلق عليه اسم “السنوات الثلاثين الكسولة”، التي استمتع الأوروبيون خلالها بمكاسب السلام بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ومعه المعسكر الشرقي الشيوعي مطلع تسعينات القرن الماضي.
فالجيوش الأوروبية، وفق تقرير لصحيفة لوفيجارو الفرنسية، الثلاثاء 5 مارس، رغم زيادة قدرات دولها الإنتاجية في قطاع الدفاع، ليست مستعدة بشكل كافٍ لمواجهة التهديدات الحالية، الإنفاق الدفاعي غير الكافي على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية لدول الاتحاد الأوروبى، جعل الاتحاد غير مستعد، وتهدف المفوضية إذن إلى تصحيح الخلل في الإنفاق الجماعي على الدفاع، وذلك من خلال تشجيع المشتريات العسكرية المشتركة وتبادل المخزونات العسكرية، ومع ذلك، لا تزال القيود المالية تشكل عائقاً.
ويقترح برنامج الصناعة الدفاعية الأوروبية مجموعة من الأدوات القانونية والتنظيمية والمالية لتنشيط صناعة الدفاع. وخصصت المفوضية ميزانية قدرها 1.5 مليار يورو لأوكرانيا. وتهدف هذه الجهود إلى تحفيز زيادة القدرات الإنتاجية بين الجهات الفاعلة في صناعة الدفاع. الهدف هو تعزيز الرؤية للمصنعين من خلال تشجيع المشتريات الأوروبية المشتركة، بهدف تحقيق 40% من عمليات الاستحواذ على المعدات الدفاعية التعاونية بحلول عام 2030.
كما يدرس الاتحاد الأوروبى اتباع نهج تحويلى للتعاون الدفاعى يهدف إلى تعزيز الكفاءة وخفض التكاليف على الدول الأعضاء مع اقتراح تجميع الموارد والأموال لإنشاء نظام المشتريات الدفاعى المشترك.